الاثنين، 27 يونيو 2011

جمعة الغضب


ليلة 28 يناير الساعة 2 الفجر
جالس مع أصدقاء لم أشاهدهم منذ سنوات طويلة فيهم ظباط شرطة وفيهم وكلاء نيابة  وجميعهم يعمل في الاسكندرية
بدا الكلام بالحديث عن ماحدث يوم 25 يناير وانقسمت الاراء حول كونها بداية  لثورة شعبية  ام  مجرد مظاهرة
بالطبع كنت اقود فكرة إن الثورة قامت ولن  تترك مبارك في الحكم  هو أو من معه وسيحاسبوا على ماحدث منه في  مصر  طوال ثلاثون عاما  وبالطبع الظباط ووكلاء النيابة  كانوا في الجانب الاخر
بالرغم من ذلك شاهدت في عيونهم  انبهار بما  حدث في 25 يناير  أو هيأ لي ذلك  كانوا  جميعا يدافعون بشدة عن النظام القديم  دفاع مستديم
وعندما تكلمنا عن يوم 28 بدأ التهديد و الوعيد وإن  من  سيتم القبض عليه سيواجه بحكما مشدد بمحاولة  قلب نظام الحكم  وإن التعليمات  لدى  كل الظباط  بالضرب في المليان  وإن من سيموت غدا لن يكون لن  دية
واستمر الحديث على هذا المنوال حتى أطلقت مااحاسوه مفاجأة  قلت لهم  إني خارج  غدا وإني  كما  خرجت في الخامس والعشرين  سأخرج  غدا  وإني قد كتبت وصيتي وإني لن يقبض  عليا لإن  من سيحاول  ان يقبض علي ساقتله ولن  يمسكوا بي حيا
فوجئت  وقتها بوكيل النيابة  يقول للظابط  واضح إن  الموضوع انتهى  الراجل نازل ينتحر
قلتله لأ الشهادة نحن في الجنة ومن  يقف مع حسني في النار  فهو  جاسوس باع بلدنا بالرخيص
وتوقف الكلام عند هذا الحد فـلم يعد لديهم كلام يقولوه سوى  محاولة اخيرا للتهديد  انقلبت عليهم  فقد قلت لهم  من  سيقف في مواجهة الشعب  لن يرحم وإن غدا هو يوم النهاية  و قيل لي  وقتها  "احنا مش  تونس يا ولاد  المومس وكان  ردي آه تونس  خدت شهر  أنتم  لن تأخذوا يوما ازيد من غدا  قواتكم لم تنام  من أكتر من أرْبع ايام  ونحن  لن نرحمهم  وسنحاربهم  بكل سلاح متاح  لنا
الجمعة  28 يناير  الساعة 10 الصبح
حاولت اتصل باصدقائي لم يجب أحد فـقد انقطعت خطوط المحمول والإنترنت  وقمت بتجهيز الخل والمياه و زجاجة الكوكاكولا  وكانت أختي الصغيرة  مستعدة وفوجئت بأمي مصرة على النزول  اخبرتها إنها  قد قامت بما عليها في الخامس والعشرين ولكن  بدأت في البكاء وصممت على النزول  اخبرتها إنها  قد تكون  عبئا على المظاهرة  فهيا  غير قادرة على النزول  رفضت وبدأت في البكاء  أتريد ان تحرمني من شرف الشهادة !!
انطلقنا إلى جامع القائد إبراهيم  ووصلنا قبل الصلاه بربع ساعة وشاهدت  وقتها  عم خالد سعيد  واهله  وجحافل الأمن المركزي  والاف البشر
كنت وقتها اشعر إني مدرب على المظاهرات  صلينا الجمعة وأول ماالخطيب  كل السلام  عليكم ورحمة الله  بدأ اطلاق الغاز وبدأ  الهرج والمرج  وقتها  بدأنا في التحرك بعيدا  بمجموعة  كبيرة جدا وشاهدت أمي وأختي ولم اجد  الاصدقاء وبدأ  التحرك في اتجاه  منطقة محرم بيك وبدأنا  نهتف  يا أهالينا انضموا لينا  يا أهالينا انضموا لينا وبدأت  اهتف  يسقط يسقط حسني مبارك والناس تردد ورائي ومن  حارة إلى حارة ومن  شارع إلى شارع وجدت المظاهرة  تصل إلى الكتلة الحرجة  وذلك عند منطقة  ستانلي  وجاء ناس يطلبون منا الذهاب إلى محطة الرمل  لإن الناس هناك محاصرين ويتم ضربهم كنت  وقتها لا اشعر برجلي  أنا و أختي  وأمي  كانت تعبت ايضا  فاركبنها  تاكسي وذهبت إلى البيت واخدت أنا وأختي الترام وعدنا  إلى محطة الرمل وفور وصولنا وجدنا إن الامر قد قضي الاف العساكر يهربون  والأهالي يطاردونهم في كل الشوارع وكل  سيارات الأمن المركزي  محترقة و انتصر الشعب  J
لم يكن لدينا ساحة للاعتصام في اسكندرية  فـبحلول الساعة الخامسة لم يعد لدينا دولة في الاسكندرية  مبنى المحافظة قد  اتهد وجميع أقسام الشرطة وكل مقرات الحزب الوطني

Love to hear what you think!