الاثنين، 20 يونيو 2011

رسالة من القلب

قد تتفق معي او تختلف و لكن ما سأقوله هو رأيي الحر
على مر العصور كان المفكرين و المحدثين من المكروهين و المظلومين بسبب افكارهم و بسبب اعتناقهم لأفكار عي في طبيعة الحال مخالفة للسائد بين الناس و ذلك في كل المجالات
كان ابن حزم كذلك و ابن رشد و ابن تيمية و عبدالله النديم . حرقت كتابتهم و كتبهم و سجنوا و قاسوا الامرين و لم تقف معهم العامة و تحميهم و كفروا و اتضهدوا و كلامي هذا لا يعني تأليه لهم و عصمهم من الاخطاء فكل الناس قد تصيب و قد تخطئ
ولكن نظرة هولاء للأمور بصورة مختلفة هي ما جعلت منهم ابطال لأفكار و الأفكار هي الشيء الوحيد الغير قابل للهزيمة
فهي تنتشر و تستقر في النفوس طالما اعتنقت افكار العدالة المطلقة و الحرية
اكتب اليوم عن مثال حي لعظماء يعيشون بيننا و اخشى ان نفقدهم قبل ان نحس ببطولتهم و عظمة مواقفهم من الحياة و مدى ما قاموا به في مجتمعنا . اخشى ان تكون نهايتهم مثل الاديب الكبير محمود عوض لم يلقى ما يستحقة و لم يكرم بالصورة التي تليق به . ان كتب محمود غوض لابد و ان يتم تدريسهم في المدارس و لابد ان يدرك الشباب و الطلبة قيمة افكار محمود عوض من الحرية و الثورة على الطغيان
ان المجتمعات عندما تتعرض لمراحل مستمرة من الاستبداد تبدأ في نفر افكار العدل و المساواة و التي هي  بطبيعة الحال حق و ذلك بالبحث عن مساوئ المظلوم فتبتعد و تنفر من نصرته بل و تشترك في ظلمة و التشكيك فية
المثال الذي اود الحديث عنة اليوم هو الكاتب و المفكر الكبير الرائع ابراهيم عيسى
شخصيا كنت من الناس المعترضين و المعارضين دائما للاعلام و الصحفيين المعارض منهم و الممالق و كنت اظن انه طالما انت صحفي او كاتب معروف فلابد انك منهم. تلعب مع النظام ولكن بصورة مختلفة, تنفس من غضب الناس و بالتالي تمنعهم من الانفجار , و بسبب ذلك كنت توقفت عن قراءة و متابعة كل الصحفيين السياسيين في مصر و بدأت اقراء في التاريخ , التاريخ الحقيقي و ليس المزيف في كتب المدارس الى ان وقع في يدي عدد من اعداد جريدة الدستور الاسبوعية و ذلك بعد صدورها للمرة الثانية بعد التوقف و كان الاستاذ الكبير قد كتب فيها مقالة "انك ميت و انهم لميتون"!!!
في ذلك الوقت كنت اتابع العديد من المدونين مثل علاء و منال و غيرهم و كفاية و الناس اللتي تعيش في العالم الافتراضي من كتابات لا يقراها الا قلة قليلة مثقفة من المصريين الذين بطبيعة الحال يستخدمون الانترنت
و جاء استاذ ابراهيم بمقال مازلت احتفظ به حتى الأن رائع و مبدع و كلام لن يختلف عليه احد و رسالة للناس قبل الرئيس توضح لهم انه انسان و ليس اله و مصيرة للتراب و ليس خالدا و لا يجوز تقديسه و لا يجوز الخوف منة فهو مثلنا يشرا من لحم و دم و بما ان رأس النظام كذلك و هو الشخص القادر على تحريك الجيوش و الاساطيل و اذرعة الامن و قوات الامن المركزي فهو ايضا بشر و بالتالي فلا يجوز الظن انه فوق المحاسبة
و بدأت في متابعة كل ما كتب الاستاذ ابراهيم عيسى من مقالات و كتب الممنوع منها و المسموح حتى كتاب مقتل الرجل الكبير استطعت الحصول على نسخة من الانترنت و استمرت المتابعة حتى صدور العدد اليومي من الدستور و كنت اتعجب من استمرار الصحيفة بدون اعلانات و ماهي مصادر دخلها غير البيع المباشر  و بدات احاول تسويق الجريدة بين الاصدقاء فكنت اشتري منها بدل النسخة 3 اة اربع يوميا لتوزيعها على الاصدقاء و الزملاء في العمل حتى اصيح اغلب من اقابلهم من شباب و معارف يعرفون الاستاذ ابراهيم و يتابعون كتاباته.
بل لقد ساهم الاستاذ ابراهيم في استمراري في الحياة بدون هجرة خارج البلد فقد كنا نشترك في 99% من المواقف فهو لم يكن من الناس التي توافق مثلا على الاساءة لحسن نصر الله و اعتبارة مرتد و هو من الناس المؤمنين ان الشيعه منا و نحن منهم و كلنا مسلمون موحدون و اغلب الخلافات بيننا هي سياسية و مصطنعة فقد دافع عن حزب الله دفاع مستميت في نفس الوقت اللذي كانت كل اذرعة الاعلام تحارب اخواننا في لبنان و وصل الامر مع احد الشيوخ الى ليس فقط تكفير حزب الله و لكن الدعوة الى مساندة اسرائيل في حربها ضدة
و جاءت مواقف الاستاذ ابراهيم مشرفة و فاصلة و واضحة لا لبس فيها و خوف ولا ممالقة و قال في احدى الكتابات ان النظام الذي يحاول ان يقنع شعبة ان اسرائيل هي الحليف و ان حزب الله و ايران هي العدو فهو فاشل و غير قادر على استيعاب ان اسرائيل ستظل دوما هي العدو الوحيد و الاوحد
ثم حدثت واقعة خالد سعيد و رأيت ان الموت فعلا قريب مني فقد اخذ ابن عمي الذي لم اعرفة و قتل في الشارع على مرأى و مسمع من الناس الذين امتنعوا عن نجدتة و تحول تفكيري من ان عقاب المقاومة لن يخرج عن بعض الاهانات داخل امن الدولة او في احد الاقسام بل ان الامر قد يتطور الى قتلي في الشارع بدون محاكمة او بدون قانون, اذن هي شريعة الغابة الاقوى هو المنتصر و الضعيف يموت و يقتل و تشوه سمعتة و الناس تسكت لأنه اسهل ان تقتنع ان المقتول مجرم من ان تدافع عن حقة و من وقتها اخدت قرار انني لن اتعرض لنفس الموقف سأقاتل هولاء الطغاة و لو كانت النهاية هي مقتلي و اذا ما تعرضت لمثل هذا الموقف فسأحاول ان اقتل منهم ما استطعت 5 او 6 او حتى 100 و لنحاسب جميعا عند الله و اني سأقبل بحكم الله فهو العدل اما داخل وطني فالعدل قد غاب و النيابة في اجازة و القضاء بالتليفون و كان موقف استاذ ابراهيم الاكثر من رائع فكشف المستور و قف مع الحق اكثر من اصحابة و ذلك في كل وسائل الاعلام فأعطاني الأمل في الحياة مرة اخرى
و مثل كل العظماء فقد حورب ابراهيم عيسى بشتى الطرق مثلما حدث مع ابن حزم و غيرة فبدلا من حرق الكتب كان يتم مصادرتها و بدلا من النفي خارج البلاد تعرض للسجن و تم مصادرة جريدته لصالح احد كلاب المعارضة الاليفة التي كان يتم اطعامها داخل اروقة قصر العروبة و لنا هنا وقفة
عندما تم الاحتيال و سرقة الدستور شعرت مثلما شعر الكثيرون مثلي ان النظام بدء في دق طبول الحرب . نعم الحرب حرب التوريث فلم تكن معركة بل كانت حرب يشنها نظام كامل تجاه شعبة. حرب منظمة تسعى الى اغتيال و اغتصاب صوت الشعب و تعلن اننا مثل الابقار التي تعيش داخل الحظيرة و التي يشرف على تغذيتها نظام شرطي قامع لا يسمح لها باختيار حتى نوع الاكل بل يفرض عليها طعاما ملوثا بمياة المجاري و مياة ملوثة بمياة المجاري ايضا . في ذلك الوقت بدأت اشعر بالرغبة في المقاومة العنيفة بل بدأت افكر في سبل المقاومة المسلحة و اننا سنضطر للمقاومة المسلحة و سيتم دفعنا دفعا لها
هل سيقف معنا الناس ام يظلوا متفرجين هل يقتنع الشعب بما سنطالب بة ام سيدعونا للتوقف و كان هناك قبل توقف الدستور بعدة ايام مقال ابدع فية استاذ ابراهيم و حاول يذكر النظام بأن رد فعل الشعب لن يكون متوقعا بل سيكون مفاجأة مثل كل ثورات العالم
و بدأت بعدها احداث تونس و بدأت اتابع بشغف ما يحدث هناك و كيف يمكن نقلة الى مصر. و بدأت ابحث كيف استفاد الشعب الايراني من تويتر و كيف استفاد الشعب التونسي العظيم من الفيس بوك
و بدأت مجموعة خالد سعيد في الدعوة و بدأت في الدعوة لكل الذين اعرفهم من الناس و احاول الشرح و التحميس و التسخين و كاد يصيبني اليأس حين وجدت الناس لا تهتم و لكن كان الأمل في احرار الأمة الطلبة و في كل مشهد من الصورة كنت ارى العظيم ابراهيم عيسى و اسمع اراوءه فأعجب بة اكثر و اكثر .
وجاء يوم 25 العظيم وبعد محاولات مستميتة في الوصول إلى ميدان التحرير قدما من ميدان مصطفى محمود  استطعت الوصول إلى الميدان وياللعجب وجدت إبراهيم عيسى هناك J
سيدي الكاتب العظيم
رجاء حار
أنت صح  حافظ على طريقك ولا تترك  وقت تبتعد فيه عن الناس
موضوع حلقتين في الإسبوع ده قليل  جدا  وبعدين  لازم كل يوم مقالة كبيرة  

Love to hear what you think!