الثلاثاء، 28 يونيو 2011

علاء الاسواني

*ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﻃﻨﻄﺎﻭﻯ*
ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ
ﻛﻴﻒ ﺗﻠﻘﺖ ﻧﺒﺄ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺻﻐﻴﺮﺍﹰ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻌﺒﺔ.. ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﻪ: ﺣﺮﻭﻓﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺿﺤﻜﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﺎﻣﻠﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍﹰ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﻒ. ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺜﺮﺓ ﻭﺳﻘﻮﻃﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ .
ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺳﻬﺎﻝ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ.. ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻜﻰ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻫﻰ ﺗﻐﺴﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺗﺴﺮﺡ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺛﻢ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﻠﺔ ﻭﺗﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ.. ﺷﻘﺎﻭﺗﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﻣﻴﻠﻪ ﻟﻠﺘﻤﺮﺩ ﻓﻰ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺧﺸﻮﺷﻦ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ .
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺎﺿﺘﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﺗﺔ.. ﺍﻗﺘﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﺎ ﻟﺘﺴﺪﺩ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ. ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍء ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻓﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ..
ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺯﻫﻮﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺷﻴﺶ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﻫﻮ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺣﺎﻣﻼ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﻳﺪﻩ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ ﻟﺌﻼ ﻳﺤﺴﺪﻩ ﺃﺣﺪ ﻭﺗﺤﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺽ ﻋﻨﻬﺎ.. ﺑﻌﺪ ﻭﻟﺪ ﻭﺑﻨﺖ ﺟﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ «ﻏﻠﻄﺔ» ﻛﻤﺎ ﺗﻬﻤﺲ ﺑﺤﺮﺝ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﺼﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺣﺐ ﺍﻷﺑﻨﺎء    ﻤﻠﻬﻢ. ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﻛﺒﺮﺍ ﻭﺗﺰﻭﺟﺎ ﻭﺗﻮﻓﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻳﺠﺪﺩ ﻓﺮﺣﻬﺎ 
 ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻈﻪ، ﺗﻌﻤﺪﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ. ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﻪ. ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﻓﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻭﻋﺎﺗﺒﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺎﹰ. ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻬﺎ ﻧﺴﻴﺖ.. ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﺭﺗﺪﻯ ﺛﻴﺎﺑﻪ.. ﻛﻢ ﻳﺒﺪﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻏﺮﻳﺒﺎﹰ ﺍﻵﻥ.. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﺠﻞ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻭﺻﺎﺣﺖ ﻓﻰ ﻭﺟﻬﻪ :
- ﺭﺍﻳﺢ ﻓﻴﻦ.. ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﺼﺖ .
ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﺗﺄﻟﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ.. ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﻟﻪ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﻣﺨﺎﻭﻓﻬﺎ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﻭﻏﻤﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻼﺕ ﺣﺘﻰ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﻗﺒﻞ ﻳﺪﻫﺎ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.. ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﻐﻠﻖ ﻭﺗﺮﻯ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ، ﻭﻗﻔﺖ ﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﺍﻷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺤﺒﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺮﻕ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻠﻄﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﺒﻘﺴﻤﺎﻁ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻝ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﻭﺗﺘﺨﻴﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﺘﻬﻢ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﺥ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﺗﺮﻗﺒﻪ ﺑﺮﺿﺎ .
 ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ، ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺟﻔﻔﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻫﺮﻋﺖ ﻟﺘﺮﺩ.. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻮﺕ ﺷﺎﺏ ﺇﻧﻪ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﺑﻨﻬﺎ، ﻭﺃﻛﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﺨﻴﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻌﺒﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻴﻨﻰ، ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻫﻮ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺵ ﻟﻠﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺪﻕ ﻓﻴﻪ..
ﻛﻴﻒ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﺓ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻰ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻭﻛﻴﻒ ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ.. ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻧﻄﻤﺴﺖ ﻓﻰ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻭﺷﻴﺶ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ.. ﻟﻦ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﺑﺪﺍﹰ ﻭﺟﻪ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.. ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﻰ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩﺕ :
ــ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ. ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﺗﺼﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻰ ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺒﺎﻥ ﻭﻣﺤﺠﻮﺯ ﻋﻨﺪﻛﻢ.
ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭﻗﺘﺎ. ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺒﻂء ﻭﻗﺎﻝ:
ــ ﺍﺑﻨﻚ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ.. ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ.
ﻟﻢ ﺗﺼﺮﺥ. ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ.. ﻟﻢ ﺗﺼﺪﻕ.. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪﺓ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ.. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ.. «ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ». ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ. ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺮﺟﻊ ﻭﻫﻰ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻪ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺤﺒﻬﺎ. ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺨﻄﺌﻮﻥ ﺑﻼﺷﻚ.. ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻴﻨﻰ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ. ﺻﺎﺣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ :
ــ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻢ .
ﺗﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺤﺰﻥ ﺛﻢ ﺃﺩﺍﺭ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ.. ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻣﺴﺠﻼ ﻓﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺨﻂ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺘﻌﺠﻞ «ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻴﻦ».. ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻓﻘﻂ ﺻﺮﺧﺖ.. ﻇﻠﺖ ﺗﺼﺮﺥ ﻭﺗﻠﻄﻢ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻭﺃﻫﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ.. ﺳﻴﺪﺍﺕ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻬﻦ ﺭﹸﺣﻦ ﻳﻮﺍﺳﻴﻨﻬﺎ ﻭﻳﺤﺘﻀﻨﹽﻬﺎ ﻭﻫﻦ ﻳﺒﻜﻴﻦ.. ﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻰ ﻣﺸﺮﺣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ  .
ﻫﻤﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﺰﻳﺎ ﺛﻢ ﺳﺎﺭ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ﻭﺟﺮ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻣﺴﺘﻄﻴﻼ ﺧﺸﺒﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺭﺍﻗﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ.. ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻐﻄﺎء ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ. ﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻧﺎﺋﻢ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ. ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﻘﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﺍﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻴﻨﺰ ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻓﺮ ﺍﻟﻜﺤﻠﻰ.. ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻡ. ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻘﺐ. ﺛﻘﺐ ﺃﺳﻮﺩ ﻏﺮﻳﺐ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ..
ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ.. ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻟﺤﻰ ﻳﻨﻬﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ.. ﺳﻘﻂ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻬﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﺴﻌﻔﻬﻢ.. ﻗﺎﻡ ﺑﺠﺮ ﺃﻭﻝ ﻣﺼﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺛﻢ ﺍﻋﺘﺪﻝ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻟﺤﻤﻞ ﻣﺼﺎﺏ ﺁﺧﺮ. ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﺪﺳﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎﺹ ﺗﻤﺎﻣﺎﹰ. ﺻﻮﹼﺏ ﺍﻟﻘﻨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﻭﺿﻐﻂ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻞ ﺷﻰء.
 ﺳﻘﻂ ﺍﺑﻨﻬﺎ. ﻣﺎﺕ. ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ. ﺿﻐﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﺗﻨﺘﻬﻰ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ، ﻳﺴﺘﻮﻯ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺘﻞ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﺼﺮﻯ ﺗﺪﺭﺏ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻑ.. ﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻮﺏ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻏﺒﺎﺭ ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ..
 ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻭﺗﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺪﻓﻦ، ﺍﻟﺘﻐﺴﻴﻞ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻭﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﺳﺮﺍﺩﻕ ﺍﻟﻌﺰﺍء ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﺠﺮﻋﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ.. ﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﻭﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﻧﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﻼﻣﺎ ﺭﻧﺎﻧﺎ.. ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﻓﻮﻗﻪ «ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ».. ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺻﺪﺍء، ﻇﻼﻝ .
 ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ. ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎء ﻭﻳﺼﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺑﻤﻔﺘﺎﺣﻪ، ﻟﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﻴﺴﺘﺬﻛﺮ ﺩﺭﻭﺳﻪ، ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻡ ﻓﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻭﻟﻦ ﺗﻮﻗﻈﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.ﻟﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﻟﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﺗﺴﺘﻠﻘﻰ ﻓﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻭﺗﺘﺴﺎءﻝ: ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ؟
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ..؟! ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﻷﻯ ﺳﺒﺐ ﺃﻭ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﻨﺎﺹ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﺘﺨﻄﺌﻪ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ؟ !.
 ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﺹ ﻟﻴﻘﺘﻠﻪ؟ ..
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮ ﻋﺎﺵ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻟﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ.. ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ.. ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻀﻌﺔ ﺷﻬﻮﺭ.. ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ.. ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺗﻀﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻭﺗﻘﺒﻠﻪ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺮﺩﻩ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ.. ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺧﻤﺴﺔ ﺷﻬﻮﺭ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻖ ﺍﺑﻨﻬﺎ. ﻗﺪﻣﺖ ﺑﻼﻏﺎﺕ ﻭﻭﻛﻠﺖ ﻣﺤﺎﻣﻴﻦ .
ﺫﻫﺒﺖ ﻭﺟﺎءﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺑﻼﻏﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺷﻬﻮﺩﺍ ﺃﻛﺪﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ.. ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺘﻞ ﺍﺑﻨﻬﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ ﺷﻬﻮﺭ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺒﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺣﺮ، ﻃﻠﻴﻖ، ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻭﻳﻨﺎﻡ ﻭﻳﻀﺤﻚ ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺗﻪ .
ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﻃﻨﻄﺎﻭﻯ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ، ﻭﺗﺘﻌﻬﺪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﻗﺖ ﺳﻴﺎﺩﺗﻪ.. ﺳﻮﻑ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻓﻘﻂ:
ــ ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ.. ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ؟
ﺇﻧﻬﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﺾ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻛﻤﻬﻢ ﺃﺣﺪ؟ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﻗﻨﺎﺹ ﻭﺍﺣﺪ. ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﺪﻝ ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ؟!
 ﺍﺑﻨﻰ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺷﻬﻴﺪ ﻭﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻟﻜﻦ ﻗﺎﺗﻠﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻢ.. ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﺗﺴﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻰ ﻓﻬﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺑﻨﻰ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ؟
ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻰ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻘﺎﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﺍ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﻭﻳﺆﺛﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻭﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ؟
ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺝ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﻮﺭ؟
 ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻭﻫﻢ ﻃﻠﻘﺎء ﻭﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ؟
 ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻬﻤﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ: ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﺃﻡ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﺑﺄﻯ ﻃﺮﻳﻘﺔ؟ !
 ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﻰ، ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ، ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺽ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﻰ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺣﻮﻝ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﺒﺎﺣﺚ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ؟
 ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﻨﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ ﺳﻴﺎﺟﺎ ﺣﻮﻝ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﺣﺪ ﻓﻰ ﻗﻔﺺ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ؟
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﻻﺅﻫﻢ ﻟﻪ ﻛﺎﻣﻼ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻰ؟ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻴﺴﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ، ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﺷﺮﻋﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ؟ ﻫﻞ ﻳﻠﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺒﻖ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﻳﺼﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﺛﻢ ﻫﻞ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻟﺘﻔﺮﻳﻘﻬﻢ؟ !
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﺔ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ؟! ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﻫﺴﺖ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ؟!
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻟﻠﺸﻬﺪﺍء ﻣﺘﻬﻤﺎﺑﺎﻹﺳﺎءﺓ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ؟ !
ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﺎﻝ ﺷﺮﻃﺔ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺷﺮﻓﺎء، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﻭﻳﻠﻘﻮﺍ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ.. ﻟﻘﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻧﺒﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓﺪﺍء ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ. ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ، ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﺺ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻠﻴﻬﻢ؟!
ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ .
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺤﻞ.
 
Published with Blogger-droid v1.7.2

Love to hear what you think!