تأخذنا الحياة احيانا الى ما لا نريد و تأخذنا
قرارتنا عادة الى ما نريد
يرن جرس الهاتف بالرنة الجديدة الشعب يريد الحكم من جديد ... هتاف ساخر صدر من الشعب بعد ان ادرك انه لم يسقط النظام في الثورةالاولى و انه مازال محكوما بنظام سلطوي مريض بالسادية قام بتغيير صورته و ارتدى جلبابا و اطلق لحيته فقط, استمتع حقا بذلك الصوت فمن قام بالتسجيل محترف حقا ...افوق على صوت الهتاف الثالث فاسرع بالرد قبل ان ادرك من المتصل ... على الجانب الاخرافاجئ بصوت محمد اخوا البطل سيد
- ازيك يا هندسة ليك وحشة والله بقالك كتير مختفي
- ازيك يا محمد ايه اخبارك .. عامل ايه و الحاج اخباره ايه ... حقك عليا انا مزنوق شوية في الشغل كمية المشروعات الجديدة مش مخلياني اتنفس
- طيب مش حطول عليك انا بأكد بس المعاد بتاع النهاردة و تعمل حسابك حنتعشى سوى
- معليش هو كان امتى؟
- انت نسيت يا هندسة !! المعاد 6 بالضبط في المركز متتأخرش لو سمحت .. حاكم انا عارفك مواعيدك حلوة ههههههه
- لا متخافشي يا محمد ان شاء الله تلاقيني في الميعاد
- سلام عليكم
- و عليكم السلام
ضميري يؤنبني للحظة على نسيان الموعد و لكني اتذكر انه مدون في المحمول و اني قبل الموعد بساعة سوف يقوم المحمول بتذكيري حتى الحق به .. المشوار من مدينة نصر حتى حي الشرابية لا يتجاوز النصف ساعة مع التعديلات المرورية الجديدة و طرق ضبط السير و وحدات التدخل السريع لحل المشاكل المرورية الغير تابعة لوزارة القمع سابقا "الداخلية" وزارة الخدمة حاليا
كنت قد التزمت مع محمد بالقيام باعطاء الشباب الفنيين قاطني الشرابية مجموعة من الدورات التدريبية حول اسس العمل في كار المعمارما هو المطلوب من اجل المنافسة و الجودة و ذلك في مركز الشهيد السيد فتحي اخوه
بعد نجاح الموجة الثانية من الثورة و كجزء ضئيل من تعويض الاهالي الذين فقدوا الشباب اصدر برلمان الثورة عدة قرارات اولها توزيع50 % من عائد الثروة المستردة من لصوص النظام السابق على اهالي الشهداء و المصابين و ذلك فور عودة الاموال المهربة و عقب بيع ممتلكاتهم
و بعد ذلك اجتمع المجلس الاعلى لأهالي الشهداء و مصابي الثورة و اصدر بيانا التزم به اهالي الشهداء و المصابين جميعا باستثمار جزء من تلك الاموال في المجتمع عن طريق انشاء مقرات تدريبية في كل الاحياء و القرى, كل مركز يحمل اسم احد الشهداء
كان مركز الشهيد السيد متخصص في نوعين من التعليم .. مكافحة الامية و تعليم الحاسب الالي و برامجه و ايضا تدريبات فنية مكثفة في مجال التشييد و البناء.
اصدر ايضا برلمان الثورة قانونا يجبر كل الشركات في مصر على التبرع باسبوع من كافة موظفيها يقومون باعطاء كورسات في تلك المراكز وقام المجلس الاعلى للشهداء و المصابين بالتنسيق مع الشركات كي يتمكن الموظفون من تقديم تلك التدريبات بصورة فعالة و مفيدة
هناك ايضا العديد من المراكز الثقافية و الفنية التي انشئت و التي تقوم بتقديم تدريبات فنية و تقيم لقاءات ثقافية يشترك فيها كل ادباء و كتاب و صحفيي الوطن .. بالتأكيد من تبقى منهم على قيد الحياة .. فالعديد من الاعلاميين و الصحفيين قد فقدوا في الثورة الاولى سواء من صفوف الثوار او من صفوف النظام السابق و لكن تبقى لمصر مجموعة مختارة لم يكن لها تعامل مع الاجهزة الامنية او القمعية بمعنى اصح.
اغلب مقرات المراكز كانت مقرات للحرية و العدالة او الحزب الوطني قبل الثورة و قام برلمان الثورة بتأميمها لصالح المجلس الاعلى للشهداء و المصابين و كانت فكرة المراكز بسيطة و سهلة مجموعة من الكراسي ,بروجيكتور , سبور ابيض و سماعات صينية رخيصة الصنع.
فور وصولي للمركز وجدت العديد من رفاق المعركة الاخيرة , الاشباح , او السند الوحيد للثورة .. شباب لسه في العشرين ثقتهم في انفسهم و قدراتهم رهيبة و يعلمون جيدا ما يحتاجون اليه و يعلمون جيدا ما هم قادرين على فعله هؤلاء .. هؤلاء الاشباح ادركوا قبل اغلب سياسيي البلد ان الحل الوحيد في الشارع و ان قلب نظام الحكم لن يتم بالخطب الرنانة او الانتخابات المباشرة في ظل نظام مستبد يملك كل وسائل القوة و الاعلام و ايضا يملك الاهم صناعة الوهم
بدأنا الدورة بقراءة الفاتحة على روح السيد و باقي الشهداء و انطلقت اشبع رغبتي في نقل العلم و اشبع رغبتهم في ان يكونوا الافضل في مجالهم...