الأربعاء، 17 أغسطس 2011

والنبى والنبى والنبى


ولتاني يوم الصديقة المبدعة بتدي الناس الواطية على دماغهم وتفضحهم 
أنا بنقل الكلام عندي عشان أنا موافق على كل كلمة فيها ولو حد ناوي يعملها حاجة متنسانيش معاك 
كلنا نوارة نجم  

قررت انتهاز فرصة الشهر الكريم للخلود إلى الراحة والعبادة، وربما بعض التفاهة كمشاهدة المسلسلات المملة، والأفلام
 الكوميدية المضحكة من فرط سخافتها، إلا أن فأرا لعب فى عب المبدع «الحراق» أسامة غريب، فاتصل بى معاتبا، ومعبرا عن قلقه بسبب تغيبى عن الكتابة فى الصحيفة، وعن المشاغبة على صفحة التويتر.
والتويتر يا سادة، هو شىء ما، يخالف تماما ما شرحه لكم الأستاذ العزيز جدا، محمود سعد، الذى أكد: أنا ما عنديش تويتر ومش فاهمه، بس حاشرحهولكم. لدى حساب شهير على التويتر، عليه أكثر من 67 ألف متابع، ومع ذلك فأنا لا أراعى ضميرى النضالى على هذا الحساب، فأتحدث بما يجول بخاطرى، وأنطق بكل ما عنّ لى، بل بلغت بى القسوة أن ألعب مع بعض الأصدقاء لعبة «أتوبيس كومبليه» على التويتر.
ظن المبدع الحراق أسامة غريب أن اختفائى يعود إلى المعركة الأخيرة مع المخابرات السعودية على صفحة التويتر. آه.. آه.. المخابرات السعودية.
أبدا والله، كنت أعبر عن نفسى بكل براءة وتلقائية كما هو المعتاد. وكنت أحتفل مع الزملاء على التويتر بالاحتجاجات الإنجليزية، وأمارس بعضا من فك العقد على الإنجليز وأقول: إن الثورة المصرية متحضرة «مش زى الإنجليز الغجر» ثم قلت إننى أود أن أرى الثورة فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن حبة قلبى، ونن عينى، ستكون ثورة الجزيرة العربية والحجاز، ثم أردفت: نفسى أبوس شباك النبى. ثم أخذتنى الحماسة: لما الثورة تقوم فى الجزيرة العربية مش حالاقى جاهل يقول لى «ما تقوليش والنبى عشان حرام»، لما الثورة تقوم فى السعودية الستات مش حيتعاملوا زى النجاسة، لما الثورة تقوم فى السعودية حاصلى ورا مقام إبراهيم، لما الثورة تقوم فى السعودية حاصلى فى الروضة بجد مش سجادة خضرا بيضحكوا بيها على الستات، يا رب الثورة تقوم فى السعودية.. نفسى أبوس شباك النبى.
عنها وعاديك، لم تر عينى إلا النور.. بالطبع لم أقرأ كل ما كتب، لأن مجموع الحسابات التى كانت ترد دفاعا عن آل سعود ربما تكون قد وصلت لخمسة آلاف حساب فى ليلة واحدة، ولأنهم لم يجدوا عددا من المتحمسين للهجوم علىّ دفاعا عن آل سعود، فقرروا -كعادة الوهابيين- اللجوء للكذب والتدليس والادعاء بأن «نوارة نجم تسب الرسول».
بالطبع هذا الخوف الهيستيرى إنما ينم عن أن ثورة فى الجزيرة العربية قد تكون فى المخاض، ومما لا شك فيه أن ثورة فى الجزيرة العربية لن تنير العالم العربى ولا الكوكب ولا المجموعة الشمسية فحسب، بل ستنير المجرة بأكملها، وربما المجرات المجاورة، فكل الشر المطلق يأتى من أمراء البترول، بداية من دعم نظام مبارك المنحط، مرورا بحمايته من المحاكمة، وتربية كيان فى مصر يحوى الحيات المتقنعة بالدين، تحرم الثورة على الظالم وتسعى فى إهدار حقوق الشهداء عبر إجبار أهل الضحايا على قبول الدية من القتلة، وتدخلات هذا النظام الشرير فى اليمن لحماية على عبد الله صالح، ومن قبل كانت حماية بن على الطاغية، ثم حماية النظام فى البحرين، بل وتشويه ثورة البحرين بشكل إجرامى متكامل الأركان، ثم التدخل فى سوريا لتحويل ثورة السوريين النقية، الندية، الشعبية إلى صراع طائفى بين سنة وعلويين، وشوف الكيد يا خويا، قررت الكويت بناء ميناء مبارك، ورفض اعتراض العراق على اسم الميناء… لا يكف أمراء البترول، وعلى رأسهم نظام آل سعود، عن إيذاء الناس، ولا يمتلكون رحمة بامرأة ولا فقير ولا مظلوم، حتى بلغ بهم الفجر أن دعوا الله أن ينصر إسرائيل -أهل الكتاب- على رضع لبنان المحترقين لأنهم «روافض»!
كل شريف فى العالم يدعو الله أن تقوم الثورة المنتظرة من أبناء الجزيرة العربية، أحفاد أبى بكر وعمر، إلا أن ما يؤلمنى حقا هو أن الفكر الوهابى انتشر بماله حتى أقنع الناس بالفعل أن كلمة «والنبى» حرام! والنبى ليست حراما، ولمن يريد أن يعلم الحكم الشرعى للتوسل بالنبى فليراجع ابن تيمية الذى يدعى الوهابيون أنهم يقتفون فقهه، أو فليقرأ هذا الحديث الصحيح الذى أخرجه ابن تيمية: أنه علم رجلا أن يدعو فيقول: اللهم إنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبى الرحمة، يا محمد يا رسول الله إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى لتقضى لى، اللهم فشفعه فى.
ولا يمكن أن يصل الجهل بالناس حتى لا يعلموا الفرق بين الحلف والاستحلاف والقسم والتوسل.. ولّا وصل عادى؟
بااااس يا سيدى، وهذا ما حدث على التويتر.

Love to hear what you think!