كيف هتك الاخوان
عرض الثورة – الحلقة 1
ما سأكتبه اليوم
هو فقط من اجل علي و شيري اولادي, حتى يدركوا ما حدث في بلدهم على يد أسوء فصيل
سياسي مر على مصر, الاخوان المسلمين و السلفيين.
أسس محمد علي دولة
قوية مبنية على العديد من المؤسسات و انشأ اول جيش مصري من جنود مصريين, و عقب
قيام ثورة يوليو تمكن الجيش المصري من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر عقب
الاطاحة بذرية فاروق
الدولة المصرية
لديها توغل داخل الحياة المصرية بشكل كامل في كافة المدن الكبيرة و شبه غائبة في
القرى و النجوع ... تسيطر على كافة المرافق العامة و لديها ايضا شبكات مصالح كبيرة
مبنية على فكرة رئيسية و هي تعيين قيادات عسكرية و قيادات شرطية بعد خروجهم من
الخدمة و طبقا لملفهم الوظيفي في تلك الوظائف
تشمل تلك الوظائف
على سبيل الامثلة و ليس الحصر رؤساء المدن المحافظين الاحياء الشركات الحكومية و
الاجهزة التنفيذية
لا يوجد حصر حقيقي
للأعداد وتعتبر اغلب تلك الوظائف بمثابة مكافئة نهاية الخدمة لأغلب هؤلاء
العسكريين و في الحقيقة شاء من شاء و ابى من ابى فإن تلك الوظائف من الصعب استبدال
من فيها بمدنيين لديهم اكفأ لأن الاكفأ سيكلف الدولة اكثر و بالتالي تدار الدولة
بعقلية عسكرية قد تكون عقيمة مما يؤثر على احوال الشعب و قد تكون فاسدة لأن
الحماية لهؤلاء موجودة و اقصى عقاب يكون التوبيخ او النقل او الحرمان من الوظيفة
تلك المقدمة
الطويلة الغرض منها توضيح ما قام به الاخوان و السلفيين منذ قيام ثورة يوليو...
منذ ذلك الحين و
يحاول الاخوان السيطرة على الحكم في مصر و خطة التمكين الاخوانية مبنية على
السيطرة و تطويع تلك الدولة اي استخدام نفس المؤسسات و نفس الامكانيات و نفس
الافراد و نفس تسلسل القيادة و من ثم قيادة الدولة
عقب دخول الانترنت
في مصر و الدش و وسائل النشر الحديثة نشأ جيل جديد في مصر يرى الدنيا بمنظور
مختلف, لا يدرك سبب تخلف الدولة خصوصا و ان 90% من مشاكل الوطن قديم و له حلول
عصرية و مجربة في العديد من الدول و اثبتت نجاحها و ادرك ذلك الجيل ان التغيير لن
يحدث لو استمر من في الحكم يحكم و لو استمرت الدولة بنفس الهيكل المؤسسي
البيروقراطي العقيم
عقب انتخابات مجلس
الشعب حصل الاخوان المسلمين على ما يقرب من عشرون في المئة من مقاعد مجلس الشعب و
كان ذلك عبارة عن 88 مقعد و كان مخطط التوريث يسير في طريقه, و من اجل التوريث و
ضمان عدم وجود منافسه قام نظام مبارك بعمل حزمة من التعديلات الدستورية قام بها
مجلس الشعب و اعترض عليها الاخوان و لنا هنا اول وقفة
كان امام الاخوان
ان ينسحبوا من المجلس و يعلنوا استقالتهم و يقوموا بفضح النظام عالميا و يسحبوا من
امامه الشرعية المزعومة و لكن لم يحدث و قام النظام بطرح التعديلات و زورت
الانتخابات و تمت الموافقة على التعديلات الدستورية , و كانت اول صدمة معرفية
للعبد الفقير لله .. كيف يصمتون على ذلك لماذا لم يصطدموا ؟ّ
في هذا الوقت كانت
هناك حركة سياسية معارضة تشكلت في الشارع المصري و ضمت العديد من الشباب و
المعارضين و هي حركة كفاية الرافضة لمبارك و التوريث و كان ن ضمن مؤسسيها مجموعة
من الاخوان
في كل مظاهرة تهتف
بسقوط مبارك و اشترك فيها الاخوان كانوا يجهضون اي هتاف يطالب بسقوط مبارك و
يقمعوه بالهتاف المشهور "على القدس رايحين شهداء بالملايين"
احد ايضا اكبر طرق
الاخوان هي التهويل من العدو و هي قد تكون خيانة او قد تكون غباوة و لكن سأوضحها
في الجزء القادم
امن الدولة جزارين
و يعذبوننا و يقتلوننا و يعتدون على نسائنا .. حقا فقدت الثقة في ذلك الكلام من
بعد الثورة مباشرة هل كانوا يعذبونكم فعلا ؟ فلماذا لم نرى اي بلاع يتهم اي ضابط
بأي شيء؟ لقد حارب الاخوان اعادة هيكلة الداخلية مرارا و شهدت بنفسي محمد البلتاجي
في بداية الثورة و عقب اختيار عصام شرف يدافع و بقوة عن هيكلة الداخلية بحجة انها
من ضمن خطتهم عقب انتخابات مجلس الشعب و بان الافضل ان يقوم بذلك المجلس المنتخب و
ليس المجلس العسكري و يعترض على وجود ذلك الطلب من ضمن مطالب المليونيات اللاحقة
في التحرير
حارب الاخوان
الفكرة و كنت اظنهم يحاربونها من اجل اعادة الهيكلة فيما بعد و لم ادرك انهم
يحاربون الفكرة من اجل استخدام داخلية مبارك في قمع المخالفين لهم سياسيا الا عقب
الجلسة الشهيرة في مجلس الشعب و التي قال فيها سعد الكتاتني معندناش خرطوش.
نكمل غدا